المملكة- تنويع استضافة المؤتمرات لتعزيز السياحة والنمو الإقليمي

مع انقضاء حرارة الصيف واستقبال نسمات الاعتدال، ومع تباشير الشتاء والربيع، تتحول المملكة العربية السعودية إلى وجهة مرموقة لاستضافة جملة من المؤتمرات والمنتديات العالمية البارزة، التي تجتذب نخبة من الخبراء والمختصين والمهتمين من شتى بقاع الأرض. وتتركز غالبية هذه التجمعات الكبرى في عاصمة البلاد، الرياض، بوتيرة متسارعة، حيث قلما يمر أسبوع دون أن تشهد المدينة فعالية مهمة. وهذا بلا شك أمر يدعو للابتهاج والسرور، لا سيما عندما يتزامن مع فعاليات موسم الرياض الترفيهي المتنوعة والإقبال الجماهيري الغفير عليها.

ولما كانت المنتديات الدولية تشكل حراكاً اقتصادياً واجتماعياً للمدن التي تحتضنها، وتساهم في إنعاشها، فضلاً عن كونها نافذة تطلّ منها على العالم لإبراز هويتها وثقافتها وفنونها وعاداتها وتقاليدها وتراثها العريق، في إطار ما يعرف بـ "سياحة المؤتمرات"، فإنه من المستحسن توزيع جانب من هذه الفعاليات على مدن أخرى في المملكة. فقد باتت لدينا مدن متكاملة الخدمات والمرافق الحديثة التي تؤهلها لاستضافة الفعاليات بكل اقتدار ونجاح. على سبيل المثال، يمكن الإبقاء على المنتديات الضخمة التي رسخت مكانتها في الرياض خلال الدورات السابقة، مثل منتدى الاستثمار الدولي والمنتدى السعودي للإعلام، وغيرها من الفعاليات المماثلة من حيث الحجم والأهمية، وفي المقابل، يمكن بكل سهولة ويسر تنظيم منتديات أخرى في مدن مختلفة.

فمدن مثل جدة والدمام وأبها وجازان والباحة والقصيم وحائل وغيرها، قادرة على استيعاب مؤتمرات ومنتديات إقليمية ودولية بالغة الأهمية في المجالات التي تتناسب مع طبيعة كل منها وخصائصها المميزة. ومن خلال تنظيم جولات سياحية مصاحبة للفعاليات، سيتسنى للمشاركين التعرف على التنوع الحضاري والجغرافي الثري الذي تتمتع به مناطق المملكة المختلفة. كما ستعتاد هذه المناطق على الاحترافية في مجال تنظيم الفعاليات، بالإضافة إلى الترويج المباشر لها سياحياً، والتعرف على ثقافات المجتمعات الأخرى والتفاعل معها.

وختاماً، إذا كانت الرياض هي جوهرة العقد المتلألئة التي نفخر بها، فإنه بإمكان مدن أخرى أن تشاركها هذا التألق، وأن تساهم في نشر الإشعاع الحضاري والثقافي ليشمل كافة أرجاء المملكة.